بين شق فني وآخر سياسي وطني، يطل النجم جمال سليمان من جديد على الجمهور العربي من خلال موقع الفن، وبحوار يقول فيه الكثير مما لم يقله سابقاً ، في وقت يلي شهر رمضان الذي سجل فيه عملاق الشاشة السورية والعربية عودة ميمونة إلى الدراما السورية من خلال بطولته للعراب نادي الشرق.
جمال سليمان وحوار خاص وحصري للفن .
العراب (نادي الشرق) وعودة لك إلى الدراما السورية بعد غياب طال أمده.. كيف كان شعورك وانت في هذا المكان مجددا؟
كان شعوراً لا يوصف، شعور العائد إلى بيت أسهم في بنائه وتأسيسه وغادره لسبب قاهر، ومن ثم استطاع أن يحصل على فرصة زيارته يوما ما. كان شعورا لا يوصف أن أقف مع رفاق الدرب في هذا العمل القوي الذي قدم صورة قوية عن الدراما السورية وإمكاناتها في خلق الفارق عاما بعد عام.
ماذا تقول أيضاً ؟
أقول بأنه بقدر فخري بالدراما المصرية التي مر عشر سنوات على حضوري فيها، كنت فخورا بعودتي لهذه الدراما، والعودة اليوم هي عودة للظهور في الدراما السورية والمصرية معا كما كانت الحال في سنوات سابقة قبل الغياب، وما زلت حتى اللحظة أعيش تلك اللحظات، اللحظات الأولى للمباشرة بعمليات التصوير في العراب نادي الشرق.
وعودتك للعمل مع حاتم علي من جديد ماذا تقول عنها؟
حاتم رفيق درب وزميل نجاح، ولي معه روائع في الدراما السورية سابقاً ، فمن الفصول الأربعة إلى صلاح الدين إلى التغريبة الفلسطينية إلى ملوك الطوائف وعصي الدمع.. كلها مسلسلات شهدت على دراما سورية قوية كان لي شرف الظهور مع الأستاذ حاتم فيها. واليوم في العراب اختلف الزمن فقط، أما الاندفاع والعطاء فقد زادا أكثر بسبب التصميم على وضع الدراما السورية في مكانها الصحيح.
نعود إلى شخصية أبو عليا في العراب والتي كنت بطلها..من هو أبو عليا في المجتمع السوري؟
أبو عليا شخصية حقيقية مرت في المجتمع السياسي والاقتصادي السوري وشكل بنفسه مافيا قوية تمكن من خلالها من بناء إمبراطورية من الفساد، ومن ثم فوجئ يوماً ما بصعود جيل جديد من المافيات أرادوا مقاسمته كل شيء فراح يدافع عن نفسه ووجوده فإرتكب الأخطاء مضاعفة.
وهل الشخصية حقيقية بالفعل أم إنها رمزية لشخصية ما في سورية؟
في الحقيقة هي شخصية حقيقية 100% وكتبت عنها الصحافة العالمية كثيراً ، وساد إسمها أكثر في مرحلة التحول ما بين 2006 و2007 عندما بدأنا نسمع في سورية عن حرس قديم وحرس جديد، لكن في المسلسل تم تغليف كل ذلك بالرمزيات لكون القصة مأخوذة من فيلم عالمي فأراد صناع العمل ترك الأمور للعموميات والبعد عن التخصيص.
تحدثت عن عودة إلى بيت قديم هو الدراما.. هناك من يسأل: ومتى يعود جمال سليمان إلى البيت الكبير "الوطن"؟
سأعود عندما تصبح سورية دولة ديمقراطية لا يكون فيها تخوين الناس قاعدة بمجرد أن يختلفوا معهم بالرأي، وعندما تصبح دولة من دون إعتقالات وتهديد وترويع، وهذا ما كنت تعرضت له شخصياً قبل مغادرتي للبلد، فتركي لسورية لم يكن خيار رفاهية كما يظن البعض، والبقاء أيضاً لم يكن ممكناً لعدم توفر الأمان في حينها.
لكن هناك من يقول بأن جمال سليمان إستغل سياسة في بداية الأحداث وكان معارضاً ولم يتعرض للمضايقات؟
ما هذا الكلام؟؟.. يعني إذا لم نشكُ ونبكي ما كنا نتعرض له فهل هذا يعني أننا كنا نعيش رفاهية الديمقراطية؟؟.. هذا غير صحيح، وبل كان هناك تحريض على تصفيتي، وتم تهديدي أكثر من مرة، بل وتمت مداهمة منزلي بحجة وجود مخالفة بناء فيه وكسروا كل أثاثه، فهل أبشع من ذلك؟.
ومستقبلاً.. هل ستعود للعمل في السياسة أم أن هذا الملف تم طيّه نهائيا؟
أنا لم أعمل في السياسة يوماً حتى أعود لها من جديد. ما كنت أقوم به هو عمل وطني فقط. كيف يقال إني عملت في السياسة وأنا لم أطرح نفسي مرشحاً في إنتخابات ولم أطالب بمنصب ولم أؤسس حزباً..؟؟. ما كان هو عمل وطني فقط أردت من خلاله المساهمة في تجنيب البلاد التقسيم والحرب الأهلية وهذا عمل وطني وليس سياسياً بالمطلق.
لو سئلت اليوم عن مطالبك في بلدك..ما هي؟
نفس ما كنت أطالب به في السابق، وهو سيادة القانون والحريات وأن يكون المواطن شريكاً في كل شيء وأن يكون حقه مضموناً في التعبير عن نفسه ومصيره، وأن يكون العمل الحكومي وفق آليات، وكل هذا ليس سياسة.
والأولوية اليوم بالنسبة إليك ما هي؟
أن نقوم بكل ما يمنع التدهور أكثر، وأن نوقف أي قتل طائفي أو قتل على الهوية ومنع استباحة الأراضي السورية من كل هذه التنظيمات الإرهابية التي جاءت من كل دول العالم، وأن نتوصل لاتفاق يحمي سورية من كل شر محتمل، فيكفي ما وصلنا إليه لنتعلم الدرس، الدرس الذي يقول بأن الفاتورة تجاوزت كل حد ممكن، وآن أوان الخلاص لنا جميعا كسوريين.
ومتى تتمنى أن يحصل هذا؟
أحلم بألا ينقضي العام 2015 إلا وقد إجتمع السوريون كلهم على حل سياسي يقي الناس ما هو أصعب وأكثر إيلاماً ، وأن ندخل عام 2016 لإعادة البناء من جديد بمشاركة كل شرفاء هذا البلد العظيم والشعب الصابر.
أين هي دمشق في ذهنك اليوم؟
دمشق في دمي وكذلك المدن السورية الأخرى، من حلب إلى الرقة إلى دير الزور والساحل السوري كله، إلى المنطقة الجنوبية والوسطى... هذه أجمل بلاد في العالم لكن الظلم وقع عليها، وستتعافى إن شاء الله.
أخبارك الشخصية والعائلية ماذا عنها؟
عائليا كل شيء بخير وولدي محمد بات في الصف الثاني الإبتدائي وقد دخل حالياً في مدرسة برشلونة في مصر ليتعلم كرة القدم بعد أن تعلم السباحة مؤخراً .
وهل يرافقك في رحلاتك خارج مصر؟
أحياناً إذا كانت الرحلة للسياحة وبعيداً عن العمل، فإن ذهبت معي والدته سيذهب معنا حتما، وغالبا إذا كان القصد من السفر السياحة يذهبان معي.
تحب براغ وبودابست ولندن على وجه التحديد.. لماذا هذه المدن حصراً؟
براغ وبودابست لديهما حضارة عريقة وتتمتعان بصفة النظافة في كل شيء فشوارعهما نظيفة للغاية.. أما لندن فلها أثر في نفسي كوني سكنت فيها لفترة من حياتي أيام الدراسة.